+216 74 67 05 44   +216 74 67 05 57

الحياة اليومية للمساجين السياسيين التونسيين بالسجون الفرنسية بالجزائر 1955-1939

مارست السلطات الاستعمارية الفرنسية بالبلاد التونسية سياسة عقابية متنوعة السجن الإبعاد الردع المالي مصادرة الأملاك..) ضدّ التونسيين الذين حاولوا التصدي لبعض ممارساتها الاستعمارية بالبلاد.. وكان من أهداف تلك العملية محاولة الإدارة الأمنية والسياسية وضع حد لتلك النشاطات... وتمثل تلك الممارسة أحد أشكال العنف الممنهج الذي دأبت أجهزة الحماية المختلفة تسليطه على الوطنيين التونسيين في مختلف الحقب التي سيطرت فيها على البلاد، ومن بين العقوبات النوعية التي سلطت على الوطنيين كانت إبعاد عديد التونسيين لتمضية عقوبتهم بالسجون بالجزائرية. وقد باشرت تلك الممارسة منذ بداية الاحتلال ثم تخلت عنها لتعيد العمل بها خاصة بعد أحداث سنة 1938 وبعد اندلاع الانتفاضة المسلحة المنظمة بداية سنة 1952
كانت معاناة هؤلاء المساجين كبيرة ومتنوعة ليس فقط بسبب بعدهم عن بلادهم وإنما أيضا نتيجة بؤس حياتهم اليومية داخل السجون الفرنسية بالجزائر وتعاستها بدرجة أساسية وتبعا لما يتعرضون إليه من عنف متعدد الأشكال ليس أقله التعذيب الجسدي والنفسي وهو ما أدى إلى وفاة العشرات منهم تحت التعذيب.. فما هي الأسباب التي دفعت سلطات الحماية الفرنسية بالبلاد التونسية إلى سجن الوطنيين التونسيين في السجون الفرنسية بالجزائر؟ وما هي المستندات القانونية التي اعتمدتها إدارة الحماية لنقل المساجين الى سجونها بالجزائر؟ وكيف كان يعيش هؤلاء في سجونهم ؟ وما هي أبرز أنواع التعذيب الجسدي والنفسي التي كان يتعرض لها المساجين التونسيون والنتائج التي تولدت عنها ؟.