تقديم
تخصص اليوم مجلة بحوث جامعية عددها هذا لتناول إشكال من أقدم الإشكالات ومن أكثرها راهنية في نفس الآن. إنه إشكال الحرية والإستبداد. قدامة كما راهنية هذا الإشكال تشهد لها نصوص الفلاسفة والمؤرخين وقصائد الشعراء ولوحات الرسامين ونُصب النحاتين، وترويها صنوف العذابات والمقاومات وتقول تفاصيلها حكايا القصاصين وهي توصف الذي كان ويكون من أمر السلطان ومن أمر كل ذوي الأيدي الطولي كيف يستبدون بالأعناق والأرزاق وكيف تطاولهم الرقاب عصيانا ورفضا للإستخذاء والتذلل. وإذا كان إشكال الحرية والإستبداد موضوعا لمختلف جهات النظر فإن اقتضاء منهجيا وحسب هو الذي دفعنا اليوم لتخصيص النظر فيه من قبل المنشغلين والمشتغلين بالفلسفة والتاريخ حينما اختاروه متوافقين موضوع تحاور كما اختار غيرهم من ذوي الإختصاصات الأخرى موضوعات مغايرة. وعليه، فإن تخصيص القول في موضوعنا هذا ليس فيه احتكار للقول أو تغليق للأبواب أو ادعاء لكفاءة لا يملكها إلا هؤلاء الذين يضم هذا العدد من المجلة بحوثهم.