عمل القسم وبنيته الإخبارية
للقسم في نظريات النحاة والبلاغيين منزلة خاصة تميزه عن سائر الأعمال اللغوية الأخرى تركيبا ودلالة؛ فهو خلافا لبقية الأعمال اللغوية، يتحقق ببنية تخاطبية تقرن بين جملتين اقترانا يؤثر في تركيبة الفائدة المتحققة به وبنية المعلومات المشكلة له في انقسامها إلى قديم مألوف يمثل معارف خلفية تؤمن التفاهم وجديد يقوم مقام الداعي على التخاطب ولذلك أيضا تأثير مواز في إنتاج بنيته المحورية، فالأصول التركيبية المتحكمة في الجملة والمعتمدة غالبا في بناء فائدة معاني الكلام تفقد أدوارها القياسية وتفسح المجال لمقومات أخرى نابعة من التفاعل بين الجملتين المكونتين لهذا العمل ودافعة على إدراجه في شبكات تصنيف معاني الكلام رغم غياب التأكيد، وهو قسم منه، عنها.