الحيلة السياسية عند العرب القدامى: البنية والجمالية
تدرس هذه الورقة موضوع الحيلة مرتبطة بالمجال السياسي ولئن كانت الحيلة من المعاني المعروفة إلا أنها مفهوم خطير يفتقر إلى الدقة فهي نسيج ثري بالدلالات المشحونة بالطاقة والفعل تكون جوهرها وليست مجرد مراوغة واستعمال للذكاء والحيلة في ارتباطها بالسياسة - فعل خطير له قدرة هائلة على تحويل الأحوال والتحكم في الأشياء والأفكار والمصائر. وهي بنية تتجلى في مستويين اثنين: الخطاب والسلوك. فالسياسي في مستوى الممارسة الكلامية خطير يتحوّل بها من مجرد نشاط تلفّظي إلى فعل مُنجز يُحقق أهدافه. أما الحيلة السلوكية فتعبّر عن ذكاء عملي للحيّال إذ يبني أفعالا على غاية من التنظيم تحكمها بنية متينة. وفي المقابل لا تخلو الحيلة من بعد جمالي. فجماليتها في الخطاب وفي السلوك دقيقة ملتبسة. ذلك أن خيطا رفيعا يفصل بين "جمالية " الحيلة" و"قبحها" نظرا للطابع العملي "البراغماتي" الذي تتسم به الحيلة عموما. وهذا الجانب من البحث يقدم صورة (portrait) معنوية وأخلاقية للسياسي العربي ضاربة في التاريخ نلاحظ الكثير من تجلياتها اليوم.