الأدب درساً إلى أين؟
في هذا الدرس الافتتاحي عرض للأدب درساً وتدريسا، والسمة المميزة التي وقفت عليها للأدب هي تعقده ظاهرةً ثقافية اجتماعية. ويبدأ تعقده من حده وتصنيفيته وصولا إلى مقاربته. إلا أن دراسته جعلت من الممكن الوقوف على خصيصة فيه رئيسة هي قيامه على ثنائيات شأنه . قيامه على ثنائيات شأنه في ذلك شأن كثير من ، الظواهر الطبيعية والثقافية وهذه الثنائيات تخص تعريفه ووظائفه ونظامه وموضوعاته، فهو بين محاكاة وسرد محض، وبين شعر ونثر، وبين أدب عالم وأدب شعبي، وبين استعارة وكناية، وبين وظيفة إنشائية ووظيفة إفهاميّة، وبين أدب قصة وأدب فكرة. والحديث عن الأدب يقتضي، في الآن نفسه، الحديث عن الأدبية أو ما به يكون الكلام أدباً، والشعرية أو ما به يكون الكلام شعراً، والسردية أو ما به يكون الكلام سرداً. والأدبُ يُقارب مقاربة محايثة مثلما يُقارب مقاربة منفتحة على العالم وعلى الثقافة وانفتاحه يعود إلى الحوارية والتناص بهما يتأكد ألا إبداع للأدب من عدم. أصناف وتدريس الأدب يوقف على مميزات في تعامل الطلبة معه مختلفة. فقليلون هم الطلبة الذين يُقبلون على دراسة الأدب لذاته. والمكرهون منهم . ثلاثة متباينة. ولعلّ من أسباب اختلافهم هوساً بالمنهج بدل العناية بالنص الأدبي في دلالته الدنيا.