محمود درویش و حدود التجاوز
لا أحد يشك الآن في أنّ الشاعر الفلسطيني محمود درويش يعد علامة بارزة في مسيرة الشعر العربي الحديث إذ استطاع رغم تعدد الأصوات الشعرية و تواترها أن يحتل مرتبة خاصة تميّزه عن غيره من الشعراء و ما الإبداع إذا لم يكن علامة خاصة في حقل من العلامات و إذا لم يزرع ما يشبه الحيرة في أفق انتظار القارئ ؟ و لا أحد يشك كذلك في أنّ محمود درويش يعدّ الآن أحد الرواد الكبار في حركة ما يعرف بالشعر الحرّ فرغم بعض المحاولات القليلة التي مارسها في ما يعرف بقصيدة النشر، فإنّه قد انتصر عبر مسيرته الشعرية الطويلة منذ بداية الستينات لشعر التفعلة الذي لاحت بوادره الأولى و نمت و تطوّرت في بغداد و فيها أيضا تعمقت التجربة الإبداعية الجديدة و نظر لها ، فماذا سيضيف إذن شاعر حديث كمحمود درويش لتلك التجربة التي اكتملت و نضجت مع روادها الكبار من جماعة العراق؟