المرأة في الفكر الإسلامي القديم
لئن كان الانفصال بين التصوف والفقه أو بين الحقيقة والشريعة حادا في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية بفعل عوامل ثقافية واجتماعية مما حدا ببعض الباحثين إلى الحديث عن نظامين معرفين مختلفين لكل نظام منهما آلياته الخاصة في إنتاج المعرفة مع ما يرتبط به من مفاهيم وما ينتج عنه من رؤى، فإن تداخل البعدين الصوفي والفقهي في كتابة واحدة من الظواهر التي يمكن للدارس أن يقف على وجودها لدى أعلام عديدين من المتصوفة أو من الفقهاء وسواء أكان هذا التمازج يعود إلى اندراج كلا العلمين ضمن إبيستيمية واحدة وبالتالي خضوعها لرؤية معينة حول علاقة الإنسان بالله ومنزلة الإنسان في الكون أو أن هذا التمازج يعود إلى أسباب ذاتية تتصل بعالم بعينه في تأثره بروافد ثقافية مختلفة أو في مروره من تجربة ذاتية إلى أخرى، فإن دراسة أبعاد هذا التمازج وأثره في صياغة جملة من الأحكام التشريعية مبحث جدير بالإهتمام خصوصا إذا تعلق الأمر بدراسة فكر علم أثر في الفكر الإسلامي القديم بل لعل تأثيره لايزال فعالا إلى اليوم ونعني به أبا حامد الغزالي ( ت 505 هـ ) .