الراوي والمروي في الكرنفال " للباردي بين التخييل والتخييل الذاتي"
يتضح من خلال توجيه الخطاب إلى الأنت في كرنفال محمد الباردي أن ثمة محاسبة من المتكلم للمخاطب؛ مما يشفّ عن أن المتكلم منشطر. ويتضح من خلال معطيات كثيرة، أن المخاطب هو المؤلّف نفسه، ما يعني مطابقة المتكلم للشخصية المخاطبة وللمؤلف. وهو ما يدرج الأثر في السيرذاتي. بيد أن هذا ليس مجرد إغراب؛ مما ينفي السيرذاتي ليقوم بدله التخييل الروائي. وفيه يتناول الراوي سيرته وسير العديد من الشخصيات التي يعرفها معتمداً، في صنيعه على تعدد الرواة. وبقدر ما يبدو هذا الاعتماد مدعماً صدق الحكاية تأتي الرواية الواصفة لتشكك في كل ما قيل وتؤكد أن الأمر محض تخمين. ومن شأن هذا التخمين نسبة الرواية إلى التخييل الذاتي.